الجمعة، 12 نوفمبر 2010

عندما ننسى الوطن


عندما ننسى الوطن
نشكوا من أهل هذا الزمان ... بأن لا " وطنية عندهم " , نتحسر بأن لا "مبدأ " لديهم ... نحزن لشدة ضعفهم...
و لا أعرف كيف نجرأ على ذلك ,, و قد فقدوا انسانيتهم ...
 انه و لابد ان يكون "للانسان" مبدأ , و للمواطن " وطنية " و لكن عندما يغيب الانسان و يسقط المواطن ,,, من أين سنأتي بمبدأ و لماذا نحتاج للوطنية ؟؟؟
عندما تعمى عيون الانسان بالغيرة , عندما تشغل الرفاهية المترفه عقول البشر, عندما نبحث عن " اكسير السعادة " بين دواليب الدماء , عندما تمتلىء أوقات فراغنا بالتخطيط و التدبير .... عندما ننسى " الوطن ".....
قبل 8 سنوات عندما دخلت حصة " الفيزياء " مخالفةً الزي و مرتدية اللون الأسود حِداداً على كارثة من كوارث الحروب الاسرائيلية على فلسطين , نظرة الي المعلمة بغضب و صرخت في وجهي :"طبعا ً ستبقى فلسطين تحت الاحتلال ما دمتم انتم أمل المستقبل بهذا الضعف و الخضوع "...
أقول لك اليوم يا معلمتي رداً على ما تفضلتي : ان الحق مع احترامي ليس معكِ , فلم تصيبي عندما اعتقدتِ ان جيلنا كان أمل مستقبلكم , فنحن على بعد ملاين ملاين الاجيال من ان يحضر ذاك الجيل ان حضر. و أود الأن أن أسألكِ , ماذا لو بقت مرتدية ذلك الرداء الأسود ... لكنت الى هذا اليوم قابلت مئاةٍ من البشر ,, لو انني ما زلت مرتدية الاسود لسألني من حولي عن السبب لكنت شرحت لهم قضيتي و طلبت منهم مناصرتي
لكان الحزن في قلبي ظل مستمراً لهذا اليوم متضاعفاً الاف الأضعاف دون أن تخمده استمرارية الحياة لأصبح غضبا ً قوي زرعته في قلوب من حولي على مر السنين....
لأصبحنا الان مجموعة " المجموعة السوداء " لو أن الحزن على الوطن و الغضب من المحتل ظل ملازما ً لنا لكنا أصبحنا غير ما نحن عليه.....
لو ان ذاك الغضب استمر لما كان اليوم في قلوبنا مكانا ً لنبغض بعضا ً البعض, لما كان في أوقات فراغنا وقتا ً لنكره بعضنا البعض ... لكانت وحدتنا المصيبة و جمعت قلوبنا " الضغينة على المحتل " لما تعودنا ان ننسى لما أصبحت أتفه الكماليات تلهينا عن خدمة وطننا لما أمست قطرةٌ من الماء تخمد جمرة غضبنا ....
و لكننا اليوم يا معلمتي أصبحنا ننسى ...  و نعود لنتذكر ان صادفتنا حادثة مؤلمة ... نتذكر و لا نقف ,, نصمت و لا نتصرف لم نعد حتى نلبس الاسود ......
نقول " دنيا و بدها تمشي " .... و أسألك أيضا ً يا معلمتي " هل من الصحيح أن " أمل المستقبل " يريد ان يكون موجود في دنيا " و يمشي معها زي ما بتمشي " هل نترك أجسادنا للطوفان يرميها على حواف مجراه أم نقف و نقرر  " ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق